"إن تشــكيل ثقافــة الانتــماء الوطنــي، ومســاعدة أجيالنــا عــلى ترجمــة الشــعور بحــب الوطــن إلى ســلوك مســؤول وواع مدرك لواجباتهم الوطنية جهود لابــد لهــا أن تتواصــل عــبر الخطــط والبرامــج التربويــة المتخصصــة بتركيزهــا عــلى التعريــف بموروثنــا الــتراثي العريــق النابــع مــن محيطنــا العــربي بحضارتــه الغنيــة، والتأكيــد عــلى مبــادئ ديننــا الحنيــف الداعيــة للتســامح والاعتــدال، وتنميــة الثقافــة الوطنيــة، وتأصيــل مفاهيم المواطنة الإيجابيــة فكــراً وتطبيقا " شــكلت هــذه الكلــمات العميقــة رؤيــة ســامية لعاهــل البــلاد المعظم حضرةصاحــب الجلالــة الملــك حمــد بــن عيسى آل خليفــة - حفظــه اللــه ورعــاه -
الــذي حــرص منــذ إطــلاق مشروعــه الإصلاحــي الحضــاري عــلى تعزيــز الانتــماء الوطنــي، وترســيخ قيــم المواطنــة باعتبارهــما ركيزتــين أساســيتين للنهــوض بمجتمــع البحريــن في مطلــع الألفيــة الجديــدة رغــم تزايــد التحديــات والتحــولات التــي تشــهدها المنطقــة والعــالم. وتقــوم الرؤيــة الملكيــة الســامية عــلى ارتبــاط الــولاء والانتــماء الوطنــي بمفهــوم الدولــة، وضرورة الحفــاظ عــلى الثوابــت الوطنيــة، وترســيخ قيــم المواطنــة، والتمســك بالهويــة بمــا تمثلــه مــن قيــم وعــادات وتقاليــد وموروثــات، ومــا تجســده في الحــاضر مــن رؤيــة نحــو بنــاء الحاضر والمستقبل تلبية للطموحات في الحياة الكريمة الآمنة، وتحقيقاً للنهضــة الشــاملة في مختلــف المجــالات، فــلا مســتقبل دون هوية ولامستقبل دون انتماء. إن تعمــق الإحســاس بالــولاء الوطنــي لــدى أبنــاء البحريــن يدفــع إلى بــذل المزيــد للإبقــاء عــلى هــذا الزخــم في وجــدان ووعــي الأجيــال القادمة فالأجــداد والآبــاء حافظــوا عــلى العهــد والــولاء لحــكام الوطــن الكــرام، واحــترام بعضهــم بعضاً وأخلصوا في ذلك.
لذا فمن الضروري تحمــل أمانــة نقــل الحــس الوطنــي إلى الأبنــاء. والتأكيــد عــلى الــولاء الوطنــي وترســيخ قيــم المواطنــة رســالة ليــس لهــا حــدود وواجــب ليــس لــه نهايــة، وكل مــن يحمــل مســؤولية ذلــك جديــر بالاحــترام والتقديــر. انطلاقاً من الرؤية الملكية السامية جاءت هذه الخطة لتعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة مواصلة عــلى مــا تــم إنجــازه في هــذا الجانــب، فالــولاء الوطنــي لــدى أبنــاء البحريــن حقيقــة ثابتــة تــم التعبير عنهــا بالممارســة الواعيــة في الانحيــاز إلى الوطــن، وتقديمــه عــلى مــا ســواه مــن أي انتــماءات أخــرى.
والمــشروع الإصلاحــي لجلالــة الملــك -حفظــه اللــه- جعــل تعزيــز الانتــماء مــن الأولويــات في إطــار بنــاء الدولــة الحديثــة القائمــة عــلى أســس العــدل والمســاواة وصــــــون الحقــوق والحريــات. لقــد تــم إعــداد هــذه الخطــة بمبــادرة مــن معــالي الفريــق أول الركــن الشــيخ راشــد بــن عبد اللــه آل خليفــة وزير الداخلية بتشــكيل لجنــة تعزيز الــولاء الوطنــي وترســيخ قيــم المواطنــة وضمــت مجموعــة مــن المختصــين والخــبراء لوضــع خطــة وطنيــة شــاملة تقــدم وثيقــة استرشــادية وتكون إطاراً عاماً لعمــل كافــة الجهــات في القطاعــين العــام والخــاص ومؤسســات المجتمــع المــدني ووســائل الإعــلام مــن أجــل تعزيــز الانتــماء وترســيخ قيــم المواطنــة.
ومــن أجــل تنظيــم العمــل وإنجــازه بالشــكل المطلــوب في الوقــت المناســب، تــم تعيــين مكتــب تنفيــذي للجنــة الرئيســية، شرع في مهامــه مــن خــلال تحديــد مســؤولية ودور المكتــب، وآليــة عملــه، وتنظيــم اجتماعاتــه. وتــولى المكتــب مهمــة وضــع مســودة الخطة الوطنيــــــة في الإطــار الــذي تــم تحديــده، وأعلــن مــن قبــل معــالي الوزيــر أمام نخــب المجتمــــــع.
واعتمد المكتب في عمله أســلوب المناقشــة والتداول لمختلــف الأفــكار المطلوبــة مــن أعضــاء المكتــب، ثــم وضــع الصياغــات النهائيــة.
وتتضمــن الخطــة الوطنيــة لتعزيــز الانتــماء الوطنــي وترســيخ قيــم المواطنــة، تحليــلاً للتحديــات والأهــداف وتأصيــلاً للقيــم البحرينيــة والهويــة البحرينيــة، والثوابــت البحرينيــة، إضافــة إلى تحديــد المســؤولية المشــتركة، حيــث تشــكل هــذه الموضوعــات الأســاس الــذي يمكــن أن تنطلــق منــه الخطــــــة لإعــداد البرامــج والخطــط، والاســتراتيجيات في ضـــــوء المحــاور الرئيســة.
كما تقدم هذه الخطة نحو 105 مبادرات مختلفة تشمل 5 مسارات أساسية وهي:
- برامج الانتماء.
- حملات العلاقات العامة.
- الإعلام.
- المناهج والمقررات.
- التشريعات والأنظمة.
إضافــة إلى مــؤشرات الأداء الوطنــي التــي تهــدف إلى قيــاس التحــولات في توجهــات المواطنــين بشــأن الانتــماء الوطنــي وقيــم المواطنــة، وقيــاس مــدى فعاليــة هــذه المبــادرات وأثرهــا عــلى المجتمــع.