إن الاهتمام الكبير بالشباب، يأتي اتساقا مع الرعاية الكبيرة التي يوليها لهم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وما تحقق من إنجازات في المجال الشبابي بالمملكة ما هو إلا ثمرة الدعم والاهتمام الكبير من قبل جلالته ورؤيته السديدة، وتهيئة الأجواء المثالية لتحفيزهم وتطوير قدراتهم، وإشراكهم في برامج التنمية والتطوير لاستيعاب تطلعاتهم، واعدادهم الإعداد السليم لأداء واجباتهم تجاه أوطانهم بشكل مسئول، وبما يمكنهم من وضع أسس وملامح المستقبل المشرق للوطن.
وجاءت توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بأن تكون مدينة شباب 2030 في نسختها العاشرة، مكانا مناسبا للتركيز على مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» ليمثل منطلقًا جديدًا لإنجاح هذه الخطة الوطنية التي جاءت تجسيدًا لرؤية جلالة الملك المفدى لإعلاء قيم الولاء والانتماء للوطن، وتقوية دعائمه ليبقى قادرًا على تجاوز التحديات ومواجهة أي مخططات تستهدف أمنه ووحدته.
وجاء اختيار شعار «بحريني وافتخر» للنسخة العاشرة لمدينة شباب 2030، معبرًا عن هذا الهدف النبيل، الذي وضعه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في إطار الاهتمام بتعزيز المواطنة، عبر تدريب الشباب وتأهيلهم بطريقة متميزة وتجعلهم نماذج فاعلة في المجتمع وقادرين على الدخول في سوق العمل متسلحين بالعلم والمعرفة والتدريب الاحترافي الذي توفره لهم مدينة الشباب.
إن الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، لها الصدى الواسع في برامج الشباب في إطار الجهود الوطنية المبذولة والمبادرات المتعددة لتعزيز الانتماء للوطن، ولذلك فإن اختيار مشروع «مدينة شباب 2030» ليكون المكان نحو تأكيد وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، هو اختيار سديد، فتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب، يرتبط بتحديد دورهم في البناء والإنتاج، وتحقيق الولاء والانتماء للوطن، وترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية ليكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، قادرين على التعبير عن اعتزازهم وفخرهم بانتمائهم الوطني والثقافي لمجتمعهم.
وقد أدركت رؤية مملكة البحرين 2030 هذه الحقيقة، فوضعت في مقدمة أولوياتها العناية بالشباب، وإعدادهم للعمل والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلى جانب تعويدهم على التحلي بأخلاقيات المواطن الواعي، وتنمية استعدادهم لتحمل المسؤولية تجاه أنفسهم، وتجاه مجتمعهم، وغرس روح المسؤولية وقيم العمل الجماعي كإحدى وسائل ترجمة الانتماء الوطني في سلوك الشباب، مع تعويدهم على كيفية التعامــل بإيجابية مع التعددية الفكرية والثقافية والاقتصادية، لتكون المنطلق الأساسي للحفاظ على الهوية الوطنية والعربية الإسلامية لمملكة البحرين